الوضع المظلم
السبت ٠٤ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • "ليفانت نيوز" ترصد آراء القاطنين في عفرين.. حول معضلة الكهرباء

مظاهرات عفرين \ متداول

يعاني القاطنون في مدينة عفرين (سواء سكانها أصليون، أو مستقدمون إليها بفعل الصفقة الروسية التركية لتبادل عفرين مع الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، وغيرهما من المناطق) من استغلال شركة الكهرباء في المنطقة، المعروفة باسم الشركة السورية التركية للطاقة الكهربائية ste .

إذ يحتاج السكان للطاقة الكهربائية، خاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، حيث تقوم الشركة برفع تسعيرة شحن البطاقات الكهربائية بشكل دوري، وخاصة في كل مرة يحتج فيها السكان على سياسة الشركة التي تضرب بعرض الحائط مطالب السكان وتنفذ قراراتها دون الاكتراث لحاجة السكان، خاصة مع قيام أصحاب مولدات الطاقة الكهربائية (الأمبيرات) بإلغائها بعد تغذية المدينة بالكهرباء من قبل الشركة المذكورة منذ قرابة العامين.

بهذا الصدد، رصدت "ليفانت نيوز" آراء بعض القاطنين في عفرين حول سياسة الشركة، حيث تحدث المواطن "عابدين\اسم مستعار" خشية الملاحقة الأمنية قائلاً: "كما نعلم بأن الطاقة الكهربائية في مدينة عفرين مفصولة بشكل كامل منذ عدة سنوات، وكنا نعتمد سابقاً على مولدات الطاقة الكهربائية التي كانت توزع الكهرباء للمنازل بحسب حاجة السكان، والجيد في الموضوع بأنه كان هناك الكثير من العائلات تشترك سوياً في دفع الأجور دون أي ممانعة من أصحاب المولدات".

اقرأ أيضاً: احتجاجات عفرين ومارع.. الدفاع المدني يعلن مقتل شخصين

وأضاف: "بعد احتلال عفرين من قبل أنقرة وميليشياتها المسلحة، قامت إحدى شركات الكهرباء المعروفة باسم ste بالاستثمار في مدينة عفرين، وقامت بتغذية المدينة بالكهرباء بعد بيع العدادات بمبلغ 100 دولار لكل عائلة، واشترطت على المشتركين عدم الاشتراك سوياً في عداد واحد، مُهددةً كل من يخالف القرار بالسجن، ودفع غرامة مالية، حيث أجبرت المدنيين على التسجيل لدى الشركة للحصول على العدادات، بعد إزالة كافة مولدات الطاقة الكهربائية من الأحياء السكنية".

واستطرد: "شركة الكهرباء بدأت باستغلال حاجة السكان للكهرباء، وبدأت برفع تسعيرة شحن البطاقات الكهربائية لتصل إلى مبلغ يفوق طاقة المواطنين وكل ذلك كان بحجة أن الليرة التركية تفقد قيمتها أمام باقي العملات، وأنهم مجبورون على رفع التسعيرة، ولكن في الحقيقة فإن الأمر هو مجرد نصب واحتيال من قبل الشركة".

"حسن\اسم مستعار" مواطن آخر من عفرين، وهو من أصحاب البقاليات في المدينة، تحدث لـ"ليفانت نيوز" عن قيام الشركة بزيادة ساعات فصل التيار الكهربائي، الأمر الذي أدى لتضرر أصحاب المحال التجارية، قائلاً: "تقوم شركة الكهرباء في مدينة عفرين، ومنذ أكثر من أسبوع بفصل التيار الكهربائي بشكل مستمر، ولساعات عدة بحجة أعمال الصيانة من المحطة المركزية، الأمر الذي أكثر سلباً على الكثير من المحلات التجارية، بما فيهم بقاليتي، حيث أدى الانقطاع المستمر للكهرباء إلى تضرر بعض المواد في البقالية خاصة اللبن و الحليب و الجبن و البوظة، حيث بدأت الشركة بفصل التيار الكهربائي مع ارتفاع درجة الحرارة".

واستطرد بالقول: "اتضح لنا بأن الشركة لا تقوم بأي أعمال صيانة تذكر، حيث خرجت منذ عدة أيام مظاهرة نظمها مجموعة من المستوطنين القاطنين في مدينة عفرين، أمام مبنى الشركة للتنديد بقرار فصل التيار الكهربائي بشكل يومي بحجة الصيانة، لتقوم الشركة حينها بفصل الكهرباء عن الأحياء البعيدة عن مكان التظاهرة، بينما لم يجري فصلها عن مكان تواجد المتظاهرين، مما كشف لنا زيف ادعاءات الشركة عن قيامهم بأعمال الصيانة وأن الانقطاع عام".

هذا ويؤكد القاطنون في عفرين، بأن شركة الكهرباء لا تأبه لمطالب المشتركين لديها، وتستقوي بعناصر الميليشيات المسلحة وبدعم الجانب التركي، حيث تدرس الشركة حالياً، وضع تسعيرة جديدة، بشحن البطاقة بـ50 كيلو واط بمبلغ 125 ليرة تركية، وفي حال نفذت البطاقة قبل انتهاء الشهر، سوف تقوم بشحن 100 كيلو واط، مقابل 450 ليرة تركية، وهو مبلغ يفوق طاقة الكثير ممن يقطنون في عفرين وريفها.

ومن المقرر أن تقوم ما تعرف باسم "لجنة رد الحقوق والمظالم في عفرين"، بالاجتماع مع رئيس شركة الكهرباء، يوم الخميس القادم، لبحث مطالب وشكاوى المدنيين التي قدموها للجنة.

وعفرين واحدة من ثلاث مناطق كردية رئيسية في شمال سوريا، وقد غزتها أنقرة في يناير العام 2018، برفقة 25 ألف مسلح من مليشيات "الجيش الوطني السوري"، ونجم عنها تهجير مئات الآلاف من سكان الكورد الأصليين، لصالح توطين مئات الآلاف غيرهم، ممن هجروا من أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب وحلب وغيرها، ضمن واحدة من أكبر عمليات التغيير الديموغرافي التي شهدتها الحرب السورية.

ليفانت-خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!